الشعر النبطي أو العامي أو الشعبي كلها مسميات لنمط معين من أنماط الشعر ونعني به الشعر الخالي من قواعد النحو، ولسنا بصدد الآن سبب التسمية والتعريف به وهذه المقدمة اليسيرة كافية وإنما لنتحدث عن هذا الفن الأدبي “الشعر النبطي” والاهتمام به.

ففي الفترة الأخيرة تابعت لقاء للشاعر: سعد الخلاوي تحدث عن نادي القافية الأدبي في حفر الباطن وقيامهم بأمسية جمعت بين الفصيح والنبطي وهي سابقة فريدة وتكللت بالنجاح والنادي الأدبي بالأحساء يقر لجنة الشعر النبطي وأراها خطوات موفقة للاهتمام بهذا اللون الشعري، وأعتذر للأندية الأخرى إن كان لديها اهتمام بالشعر النبطي لعدم بحثي من جهة وأظن بنسبة ضئيلة أنهم مقصرين من جهة أخرى.

وهذا الاهتمام من الأندية الأدبية بهذا اللون الأدبي ولا ننكر جمال الفصيح وأنه الأصل وما الشعر النبطي إلا فرع من أصله ولكن عندما تسمع مثلا لسعد الخلاوي قوله:

أنا العناوين لـ قيل العناوين
وفي ذات القصيدة يقول:
ياصاحبي عندك أمل دين
ودي أعيش أمنياتي من خلاله

أو عندما تسمع للشاعر فهد الصعيري:
الأرض هذي مايعيش ابها العظيم ابلا كفاح
أما عيش بلا كفاح بذل أو كافح وعيش

أو عندما تسمع للشاعر سعد المطرفي:
أنا ولد عم الرجال العزيزين
كسابة الامداح كراهة الذم

أو عندما تسمع قول الشاعر سعد بن علوش:
بالأرقام احسب الأشياء بالتخمين
لكن لا تحسب الناس بالأرقام
يا كم واحد ويسوي فالعرب ميتين
ويا كم ميتين ما تسوى لها ابهام

أو عندما تسمع قول الشاعر مساعد الرشيدي -رحمه الله– :
لا تواضع للوضيع يضيع قدرك
مانت مجبور على بعض التواضع

واختم بقول الشاعر سعد بن جدلان -رحمه الله– :
يدك لا مدت وفا لا تحرى وش تجيب
كان جاتك سالمة حب يدك وخشها

ولقد اخترت هذه الأبيات وكأن كل جزء منها يحكي خلفه قصة وفي نفس الوقت هي تحكي تفاصيل يعيشها الإنسان في حياته.

وقد يقول قائل أن اخترت أبيات حكمة فأقول له:

“إن من البيان لسحرا وإن من الشعر لحكمة” والأنواع الشعرية الأخرى ولو أننا لم نستشهد بها إلا أنها لا تقل عن ما استشهدنا به.

وهذا الاهتمام بالشعر النبطي من الأندية الأديبة متأكد أن سيظهر لنا شعراء نستشهد بأبياتهم وتكون حاضرة في الذهن، ونذكر بأن اللغة العامية هي لغة فرعية من اللغة العربية الفصحى، خصوصا إن كانت “اللغة العامية” يفهمها أغلب العرب.